الفرق بين القرين والتابعة
الفرق بين القرين والتابعة
بسم الله الذي لا يعرف سر اسمه الا هو ولا يعرف سر هو
الا هو الرحمن الذي على العرش استوى والرحيم الذي
للخلق احتوى عالم السر والنجوى وصلى الله على رسوله
الكريم وخاتم النبيين وحبيب الحق الامين وعلى اله الطيبين
الطاهرين حجج الله على العالمين . وبعد … كثيرا ما اختلطت
العناوين والمفاهيم لكلمه قرين وكلمه تابعه ويضنها الكثير
لمعنى واحد ولكثير من طلبات الأخوة والاخوات بان اوضح
الامر واكشف اللبس واميط اللثام عن الفرق بينهما كتبت
هذه الكلمات لعلها تكون نافعه ووافيه ولا اقصد فيها سوى
رضا الله وحده لان رضا الناس غايه لا تدرك …
المهم ان القرين بمعنى اسم وجمعه قُرَناءُ و المؤنث قرينة
و الجمع للمؤنث قرينات و قرائِنُ وقرين هو مصاحب وملازم
وقرين زوج وقرين نظير ومنقطع القرين لا مثل له أو شبيه وقرين
مقرون به يَحْتَاجُ إِلَى قَرِينَةٍ اي إِلَى إِثْبَاتٍ ومعنى قَدَّمَ قَرَائِنَ
عَلَى بَرَاءتِهِ أي ادله … ولا اطيل عليكم للغويا ففي قضيتنا نأخذ
ما قصد به الملازمة والمصاحبة والقرين كاصطلاح هو الشيطان
الذي يرافق الانسان أي كل انسان منذ ولادته وحتى وفاته لا
ينفك عنه ولا يتركه ويوسوس له ويستغل نقاط ضعفه وهفواته
قوله عز وجل قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ
وللوقاية من هذا القرين لا مناص لنا سوى الاكثار من ذكر الله قوله
اذكروني اذكركم وقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا وقوله الا بذكر
الله تطمئن القلوب وعندما ينسى الانسان ذكر الله وتلهيه الدنيا
يرفع الله رحمته عن هذا الانسان فيتسلط ذلك القرين عليه قوله
عز وجل وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
ومما لا شك فيه ان القرين من الشياطين وليس كل جن هو شيطان
فبعض الجن شياطين كما ان بعض الانس شياطين و علاقه القرين
الشيطان اما تكون مع انس شيطان فيكونا شيطانين فيكون شيطان
الجن في سعادة وراحه وسرور لانه حقق ما يصبوا اليه باغواء ذلك
الانسان والانسان الشيطان يكون في تعب وعذاب ونصب بسبب الذنوب
والمعاصي التي اركبها بسبب نفسه الاماره بالسوء وسبب شيطانه
الذي اغواه وبالتالي بعده عن الله عز وجل وقربه من الشياطين
والنوع الثاني ان تكون علاقه قرين شيطان مع انس مؤمن وفي
هذه الحالة يكون الشيطان في عذاب مطبق وتعب ونصب من
الفرق بين القرين والتابع
شده ايمان المؤمن ويعيش حسره والم لانه لا يستطيع إغوائه ويتعذب
من اذكاره وعبادته وبالتالي فان الانسان المؤمن في راحه وسعادة
ورضا وسرور بسبب قربه من الله عز وجل هذا في ما يخص القرين باختصار
اما التابعة فهي كلغة هي تابَعَ فعل تابعَ يُتابِع متابَعةً وتِباعًا فهو
مُتابِع والمفعول مُتابَع للمتعدِّي تابَع الأمرَ والمقصود في قضيتنا
هي تتبّعه وراقبه وتقصّاه وتابَعه والتابعة هي مخلوق من الجن
وتسمى بأم الصبيان وايضا ام القرناء وبعظهم فرق بينها ويقال
انها من بنات ابليس والعياذ بالله وهي ليس بالضرورة ان تصيب
جميع بني ادم مثل القرين وانما من قدر له ان تصيبه فهي تؤذيه
اذا وافق ذلك اراده الله طبعا فالنفع والضرر بيد الله اولا واخرا ….
قوله عز وجل وما هم بضارين به من احدا الا بأذن الله …
ويمكن ان تسلط على الانسان بسحر ويمكن ان تصيبه بسبب
الهلع والجزع والخوف الشديد والمعاصي والذنوب والاصرار عليها
وتصيب جميع البشر من رجل وامراه وكبير وصغير عكس ما قيل
انها تصيب الصغار فقط او الحوامل ويمكن الوقاية منها بالأذكار
والايمان الحقيقي الصحيح والقرب من الله وقد ذكرها صاحب
كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور ان سليمان النبي عليه السلام
قد امر بإحضارها لديه فاحضروها مكبله وقيل في وصفها ان لها انياب
مثل انياب الفيل وان شعرها مثل سعف النخيل والعياذ بالله …
وفي نهاية الحديث اقول قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك انت
الوهاب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على
سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين …
خادمكم الشيخ ابو سعود القرني